مديرو البيوت: مبادرة سلطان أعادت للشعر ألقه

14 يناير, 2018


علاء الدين محمود



ضمن فعاليات مهرجان الشعر العربي، استضاف بيت الشعر في الشارقة ندوة «أثر بيوت الشعر على المشهد الثقافي العربي»، بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة، المنسق العام للمهرجان، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، مدير المهرجان، وشارك في الندوة التي أدارها عبد العزيز الهُمامي، مديرو بيوت الشعر العربية وهم: الدكتور عبد الله ولد السيد (موريتانيا)، وجميلة الماجري (تونس)، وحسين القباحي (مصر)، ومخلص الصغير (المغرب)، والدكتور الصديق عمر الصديق (السودان)، وفيصل السرحان (الأردن).



استعرض المشاركون تجربة بيوت الشعر في بلدانهم خلال العام المنصرم، معددين الإنجازات التي تحققت، وأثر بيوت الشعر في بيئاتهم المحلية والمشهد الثقافي.



أشاد فيصل السرحان بمبادرة بيوت الشعر في العالم العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤكداً أن سموه قد وعد وأنجز، وأعلى من شأن الأدب والفكر والثقافة في الوطن العربي، وها هي مبادرته تؤتي أكلها، مشدداً على أن الإرادة الوثابة هي التي حولت هذا الحلم إلى واقع معاش، وأن المبادرة هي التي أطلقت خيول الشعر عالية، وأعادت للقصيدة ألقها وللغة العربية مجدها، فقد كان الاهتمام بالشعر وبيوته هو اهتمام باللغة العربية.



وأشار إلى أن هذه البيوت مثلت مكسباً ثميناً وتيجاناً ترصع جبهة التاريخ، فقد قدمت حراكاً ثقافياً كبيراً وحافظت على الهوية عبر الارتقاء باللغة العربية، وإثراء المشهد الشعري العربي، كما أنها مثلت رابطة قوية بين الشعوب العربية، نسبة للملتقيات الثقافية التي وفرتها، وشدد على أن بيت الشعر في الأردن، بعد عامين من التجربة، كان له أثره الكبير، فقد أبرز المواهب الشعرية لدى الأجيال الشابة، إضافة إلى ما وفره من معارف باللغة وعلم العروض، كما أن بيوت الشعر قد خلقت حراكاً كبيراً عبر الروابط التي أقيمت، والجمعيات التي انطلقت، كما كان لها دور كبير في مجال العمل الثقافي وسط الأطفال واليافعين من خلال المسابقات والتنافس، مشيراً إلى أنهم يتطلعون في بيوت الشعر العربية إلى إطلاق قناة فضائية متخصصة تهتم بأخبار وأنشطة البيوت والشعر العربي بشكل عام.



وتحدث الدكتور عبد الله ولد السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط، مستعرضاً الإنجازات التي تحققت، حيث تغلغل بيت الشعر في نسيج المجتمع، فأضحى له تأثير كبير في المشهد الثقافي الموريتاني، مشيراً إلى أن مهمة تتبع الأثر ليست بالمسألة السهلة، لكن كل الدلائل تشير إلى التأثير الكبير للبيت من خلال إقبال المبدعين والجمهور على الأنشطة المقامة. وأكد أن المبادرة تهدف إلى النهوض بالشعر ودعم الشعراء والاهتمام باللغة العربية الفصحى، وأنها فعلياً قد تسيّدت المشهد الثقافي، وتركت أثراً طيباً في النفوس، وخلقت فضاءات ثقافية، وقد جاءت في وقتها تماماً، في ظل ما يشهده العالم من توتر وانتشار للغلو والتطرف واستفحال مظاهر القتل والعنف، وزهد الاستثمار في الإنسان، مؤكداً على الإنجاز الكبير الذي تحقق عبر إنشاء البيوت في ست دول عربية، في ظرف زمني وجيز مما يدل على توفر العزم والهمة العالية. 



وعرج على الأنشطة الثقافية التي وفرها بيت الشعر في موريتانيا على مدار العام، والمطبوعات والإصدارات التي أنتجها، وتنوع الأنشطة إلى جانب الشعر مثل: القصة والمسرح والاهتمام بالتراث الموريتاني، مما حدا بأن تكون تجربة بيت الشعر في موريتانيا ضمن تقرير رئاسة القمة العربية ال 27 كعمل ثقافي يستحق الإشادة، مؤكداً أن تجربة بيوت الشعر تسيّدت المشهد الثقافي العربي، وخلقت روابط ثقافية بين الشعوب العربية.



من جهته ذكر الشاعر حسين القباحي، أن تجربة بيت الشعر في الأقصر، استطاعت إعادة تشكيل المشهد الثقافي بصورة لافتة، حيث صار الشعر يتصدر المشهد وصارت له مكانة وافرة، واستعادت القصيدة الفصحى مكانتها ووهجها ووله الناس بها. واعتبر القباحي أن الشعر كان قاصراً على النخب، لكن بيوت الشعر منحت الشباب والمواهب الصاعدة منصة واسعة لكي يفصحوا عن إبداعاتهم، وأضاف: «استطعنا من خلال البيت أن نذهب بالشعر إلى التجمعات الطلابية، والدخول إلى كل قرية، التي لم يكن الشعر في وجدانها من الأصل».



واستعرض القباحي في مقطع فيديو عرضه للحضور، أهم الفعاليات والأنشطة التي نظمها البيت خلال العام الماضي. وأشادت الشاعرة جميلة الماجري بتجربة بيوت الشعر، وذكرت أنها صارت موقع تقدير بعد أن حققت أهدافها في الحفاظ على ديوان العرب، والارتقاء بتجاربه حفاظاً على اللغة العربية التي هي عنوان الهوية، معتبرة أن المبادرة بمثابة إنجاز تاريخي رائد ملأ الدنيا وشغل الناس، وأن تجربة بيت الشعر في تونس امتدت ليشمل أثرها تونس كلها، فصارت محل تقدير في المجتمع، وقام مسؤولون في الحكومة التونسية بزيارة بيت الشعر في القيروان، كما شهد زيارة للسفير الفرنسي في تونس والذي أشاد بالتجربة، مما خلق لبيت الشعر هناك قاعدة عريضة، ومتابعة مستمرة من وسائل الإعلام الوطنية المختلفة.



ومن جهته، أكد مخلص الصغير الأثر الكبير لبيت الشعر في مدينة تطوان المغربية، ما أسهم في إنشاء بيت شعر آخر في مراكش برعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، وبتنسيق من بيت الشعر في الشارقة، مؤكداً أن بيت الشعر هناك حفل بالعديد من الأنشطة الشعرية والثقافية، وشهد إصدار العديد من المطبوعات والتوقيعات على الكتب النقدية والإبداعية، كما انفتح بيت الشعر على بقية المدن المغربية، وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية والثقافية في المغرب.



وتحدث الدكتور صديق عمر الصديق مدير بيت الشعر في الخرطوم متناولاً أثر البيت في المشهد الأدبي السوداني، موضحاً أن بيت الشعر في الخرطوم منذ نشأته يتصدر المشهد الثقافي السوداني، وخلق استقراراً وسط الشعراء، فقد أقبل عليه الجميع، وأعاد التوهج للشعر بعد أن كان الطغيان للنشاط السردي بمؤسساته الفاعلة، وصار هنالك مدونة لبيت الشعر توثق للقدامى والمعاصرين من الشعراء السودانيين، ورفد بيت الشعر الساحة بالشعراء الجدد، مشيراً إلى أن أهم الإنجازات التي تحققت هو كسر جمود العلاقة الأدبية بين المركز والأطراف، بين الخرطوم العاصمة وبقية الولايات في السودان.



فيما عدد عبد الحق ميفراني مدير دار شعر مراكش التي تأسست في أواخر العام الماضي، أهم الفعاليات والأمسيات التي نظمتها الدار. مسلّطاً الضوء على أهم فقرة يقدمها البيت وهي «نوافذ شعرية»، التي يحضر فيها حوار ما بين جيلين شعريين، كما تتضمن حواراً في الشعر نفسه (التفعيلة والعمودي)، مؤكداً على تنويع الفقرات بما يضمن مشاركة كل فئات الشعراء.